تشهد المملكة العربية السعودية تحولات نوعية في القطاع السياحي، مدعومة برؤية 2030، التي تسعى لتنويع الاقتصاد وفتح آفاق جديدة للاستثمار، لا سيما في المناطق الريفية والجبلية. وسط هذا التوجه، يبرز مشروع “السياحة الريفية” كفرصة ذهبية، حيث يجمع بين المتعة والاستكشاف والتعليم، ويمنح الزوار تجربة الحياة الزراعية الحقيقية تتناول هذه دراسة جدوى مشروع سياحي ريفي ترفيهي في ضواحي الطائف أو أبها أو الباحة، وهي مناطق تتسم بجمال طبيعي، وطقس معتدل، وطلب متزايد على السياحة الداخلية. فكرة المشروع ترتكز على تقديم أنشطة ريفية مثل الزراعة التفاعلية، ركوب الخيل، ورش تعليمية، وإطعام الحيوانات، مع بيع منتجات عضوية طازجة من أرض المزرعة.

أولاً: الفكرة العامة للمشروع

✅ الأنشطة المقترحة:

• الزراعة التفاعلية: إتاحة الفرصة للزوار لتجربة الزراعة بالأيدي، كزراعة الشتلات، قطف الفواكه، والتعرف على طرق الري الحديثة.
• ركوب الخيل والجمال: توفير مسارات آمنة ومشرفين مدربين لتقديم تجربة مميزة للأطفال والكبار.
• إطعام الحيوانات الأليفة: إقامة منطقة مفتوحة تضم حيوانات مثل الأغنام، الماعز، البط، الدجاج، تسمح للزوار بإطعامها والتفاعل معها.
• ورش زراعية وتعليمية: تنظيم ورش تعليمية للطلاب والمدارس عن الزراعة العضوية، تدوير المياه، الحفاظ على البيئة.
• منتجات ريفية: بيع منتجات عضوية مثل العسل، الحليب، الأجبان، الأعشاب، الخضروات والفواكه الطازجة.
• أنشطة ترفيهية: منطقة ألعاب للأطفال، جلسات عائلية، مقهى يقدم مشروبات ومأكولات ريفية.

ثانيًا: الموقع المثالي للمشروع

الموقع المقترح: ضواحي الطائف أو أبها أو الباحة، نظرًا لما يلي:

• جمال الطبيعة: هذه المناطق تضم سهولًا خضراء، جبالًا خلابة، ومناخًا معتدلًا.
• الطلب السياحي: تُعد وجهات سياحية رئيسية، وتستقطب مئات الآلاف من الزوار سنويًا.
• سهولة الوصول: قربها من مدن رئيسية ومطارات ومراكز حضرية.
• توفر الأراضي الزراعية: يمكن الحصول على مساحات بأسعار مناسبة.

ثالثًا: الفئة المستهدفة

• العائلات السعودية: خاصة الباحثة عن تجارب ترفيهية وتعليمية لأطفالها في بيئة طبيعية وآمنة.
• طلاب المدارس والجامعات: من خلال تنظيم رحلات تعليمية موجهة.
• السياح الداخليين والخليجيين: خاصة في مواسم الإجازات والصيف.
• مبادرات مجتمعية: مثل الجمعيات الخيرية أو مبادرات الاستدامة البيئية.

موضوع اخر مقترح:كيف ابدا مشروع صغير من الصفر : خطوات ونصائح

رابعًا: مميزات المشروع

انخفاض التكاليف التشغيلية مقارنة بالمشاريع السياحية الأخرى

يُعتبر المشروع الريفي الترفيهي من المشاريع منخفضة التكلفة نسبيًا مقارنة بالمنتجعات أو المشاريع الفندقية أو السياحية الحضرية. فالمرافق الأساسية بسيطة ولا تحتاج إلى بنية تحتية معقدة أو تجهيزات فاخرة. على سبيل المثال:

• لا حاجة إلى تكييف مركزي أو أنظمة فندقية مكلفة.
• تكلفة العمالة أقل، حيث يمكن تشغيل المشروع بفريق محدود.
• المواد المستخدمة في الإنشاء ريفية الطابع (خشب، طين، جلسات تراثية)، وهي منخفضة التكلفة ومرغوبة من الزوار.

بالتالي، يمكن بدء المشروع برأسمال متوسط والتوسع التدريجي حسب الإيرادات.

1. تنوع مصادر الدخل (رسوم دخول، بيع منتجات، ورش تعليمية، استئجار الخيول)

واحدة من أبرز مزايا هذا المشروع هي تعدد وتنوع مصادر الدخل، مما يقلل من المخاطر المرتبطة باعتماد نموذج ربحي واحد. فمثلاً:

• رسوم الدخول: تتيح فرض رسوم رمزية على الزوار تضمن دخلًا ثابتًا.
• بيع المنتجات الريفية: من خلال متجر صغير لبيع الفواكه والخضروات العضوية، العسل الطبيعي، الأجبان المحلية، والصابون اليدوي.
• ورش تعليمية: يمكن تنظيم ورش للأطفال وطلاب المدارس حول الزراعة، تربية الحيوانات، وإعادة التدوير مقابل رسوم.
• تأجير الخيول والجولات الترفيهية: جولات خيول مدفوعة برسوم منفصلة تزيد من هامش الربح.
• مقهى أو مطعم صغير: يقدم مأكولات ريفية تقليدية بأسعار تنافسية ويُعتبر مصدر دخل مستقل.
• هذا التنوع يسمح بتحقيق تدفق نقدي مرن حتى في أوقات انخفاض الإقبال الموسمي.

1. طلب متزايد على السياحة الريفية والتجارب التفاعلية

يشهد قطاع السياحة الريفية نموًا ملحوظًا، مدفوعًا بعوامل عديدة:

• توجه العائلات السعودية نحو تجارب أصيلة وتفاعلية بدلًا من الزيارات التقليدية للمولات والمطاعم.
• رغبة المدارس والجهات التعليمية في تنظيم رحلات تثقيفية تتضمن أنشطة عملية وتعليم بيئي.
• وعي أكبر بالمنتجات العضوية والزراعة المستدامة، مما يرفع من قيمة الأنشطة والمنتجات المقدمة.

تشير الدراسات السياحية في المملكة إلى أن أكثر من 40% من الزوار المحليين يبحثون عن تجارب ذات طابع ريفي وثقافي، وهي نسبة كبيرة يمكن استهدافها بفعالية.

 

1. إمكانية التوسع إلى منتجع صغير، بيت ضيافة، أو إقامة فعاليات موسمية

يمكن اعتبار المشروع بمثابة “نواة” قابلة للنمو مستقبلًا، وتشمل فرص التوسع:

• إضافة وحدات إقامة ريفية (بيت ضيافة): لتمكين الزوار من الإقامة ليلة أو أكثر ضمن تجربة متكاملة.
•  تنظيم مهرجانات موسمية: مثل مهرجان العسل، أسبوع الزراعة، أو فعالية “يوم المزرعة”، وهو ما يعزز الحضور الإعلامي والدخل.
• إدخال أنشطة إضافية: مثل جلسات اليوغا وسط الطبيعة، أو معسكرات للأطفال في الإجازات المدرسية.
• ورش تخصصية للكبار: مثل صناعة العسل، الزراعة المائية، أو تدوير المخلفات المنزلية.

كل هذه التوسعات يمكن تحقيقها تدريجيًا ووفقًا للإقبال والعوائد المالية المحققة.

1. دعم حكومي كبير لمشاريع الزراعة والسياحة الداخلية عبر برامج تمويل وتمكين

المملكة توفر حاليًا فرصًا غير مسبوقة للمستثمرين في القطاع الريفي والسياحي، عبر برامج تمويلية وتدريبية واستشارية، من أبرزها:

 برنامج “ريف” (برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة):

• يقدّم دعمًا ماليًا يصل إلى 54 ألف ريال سنويًا لصغار المنتجين الزراعيين.
• يشمل الدعم مشاريع مثل تربية النحل، الزراعة العضوية، وتسويق المنتجات الريفية.

صندوق التنمية السياحي:

• يقدّم قروضًا ميسرة وتسهيلات مالية لمشاريع السياحة الريفية والعائلية.
• يوفر دعمًا استشاريًا للمستثمرين الجدد، ودراسات جدوى، وتدريب.

برامج تمكين المرأة والرياديين:

• تمويل خاص للسيدات في المناطق الريفية.
• دعم ريادة الأعمال الشبابية من خلال برامج مثل “منشآت” و”واعد”.

هذا الدعم الحكومي يشكل شبكة أمان للمستثمر، ويخفف عبء التمويل، ويزيد من فرص نجاح المشروع خلال فترة قصيرة.

 

خامسًا: الجدوى المالية التقديرية

📊 التكاليف الرأسمالية (لمرة واحدة)

البند	التكلفة (ريال سعودي)
شراء أو استئجار أرض ريفية (10,000 م²)	200,000
إنشاء مرافق استقبال وجلسات خارجية	120,000
تجهيز الإسطبلات وحظائر الحيوانات	80,000
شراء حيوانات ومعدات رعاية	50,000
بناء المقهى ومنطقة بيع المنتجات	70,000
تسويق أولي (مطبوعات + إعلانات)	30,000
معدات ورش وتدريب	20,000
الإجمالي التقريبي	570,000

التكاليف التشغيلية الشهرية

البند	التكلفة الشهرية (ر.س)
رواتب موظفين (5 أفراد)	25,000
تغذية وصيانة الحيوانات	5,000
مستلزمات زراعية	4,000
كهرباء ومياه واتصالات	3,000
تسويق وصيانة دورية	3,000
الإجمالي الشهري	40,000 ريال

سادسًا: الإيرادات المتوقعة سنويًا

مصدر الدخل	التقدير الشهري	التقدير السنوي
رسوم دخول (5000 زائر × 30 ر.س)	150,000	1,800,000
بيع منتجات عضوية	15,000	180,000
تنظيم ورش وزيارات مدرسية	10,000	120,000
استئجار خيول وجولات	5,000	60,000
الإجمالي السنوي		2,160,000 ر.س

صافي الربح المتوقع بعد أول سنة:
2,160,000 – (570,000 + 480,000) = 1,110,000 ريال سعودي

وفقًا لـالهيئة السعودية للسياحة:

• بلغ عدد السياح المحليين إلى مناطق الطائف وأبها والباحة أكثر من 6.8 مليون زائر في 2023.

• نسبة 41% من السياح يفضلون الأنشطة التفاعلية والريفية.

• شهدت المزارع الترفيهية نموًا بنسبة 23% خلال السنوات الثلاث الماضية في المملكة.

سابعًا: الأسئلة الشائعة

• هل يمكن تمويل هذا المشروع من خلال برامج حكومية؟

نعم، مثل برنامج “ريف” للمشاريع الزراعية، وصندوق التنمية السياحي الذي يدعم مشاريع السياحة الريفية.

• هل يشترط وجود خبرة زراعية لبدء المشروع؟

لا يشترط، لكن يُنصح بالاستعانة بمشرف زراعي أو التعاقد مع استشاري في البداية لضمان جودة التجربة.

• ما هي أفضل فترة لإطلاق المشروع؟

موسم الصيف والعطل المدرسية مثالي لبدء التشغيل التجريبي نظرًا لارتفاع الطلب في هذه الفترات.

• هل المشروع مناسب للنساء أو العائلات للاستثمار؟

بالتأكيد، المشروع مناسب تمامًا للنساء والعائلات كمشروع مشترك أو فردي، خاصة مع توفر الدعم الحكومي للمرأة الريادية.

الخلاصة:

إن الاستثمار في مشروع سياحي ريفي ترفيهي يُعد خطوة ذكية تستثمر في الطبيعة والثقافة المحلية وتجذب الزوار الباحثين عن الراحة والتعليم في أحضان الريف. من خلال دراسة جدوى مشروع سياحي كهذا، يمكن تحقيق التوازن بين الربح والاستدامة، وبين التعليم والترفيه، في واحد من أكثر القطاعات نموًا في المملكة.

#مشروع_سياحي #السياحة_الريفية #دراسة_جدوى_مشروع_سياحي #الطائف #أبها #الباحة #منتجات_عضوية #تجربة_ريفية #الاستثمار_الريفي #مزرعة_ترفيهية